تطوير الزراعة المَحْمِيَّة يجب أن يأخذ في الاعتبار استدامة التشغيل والربحية
يُعَدُّ المخطط الوطني للزراعة المحمية الحديثة 2020-2030 أحد أهم الوثائق في مجال الزراعة لهذا العام، وهو أول مخطط وطني في الصين يركز على تطوير الزراعة المحمية. يتضمن المخطط ملخصًا تفصيليًا للوضع الحالي لتطوير الزراعة المحمية، ومستوى التطور، والتوزيع الجغرافي، كما يعرض المشاكل الموجودة، ويضع خطة تفصيلية لتطوير الزراعة المحمية في الصين خلال السنوات السبع القادمة. ويغطي المخطط بشكل رئيسي رفع كفاءة البنية التحتية القديمة للزراعة المحمية، وبناء منشآت زراعية حديثة حول المدن الكبرى والمتوسطة، وتطوير الزراعة المحمية في الأراضي الصحراوية والمالحة، وتخطيط الزراعة المحمية للإنتاج الحيواني والسمكي، وكيفية إنشاء مراكز للشتلات ومنشآت لوجستية لتبريد المنتجات الزراعية. كما يتضمن المخطط تخطيطًا تفصيليًا لكميات وأنواع المرافق الزراعية والمرافق الداعمة لها.
تتمثل أسباب وضع هذا المخطط التفصيلي في ستة عوامل: أولًا، الحاجة لبناء دولة زراعية حديثة؛ ثانيًا، ضرورة ضمان أمن إمدادات المنتجات الزراعية؛ ثالثًا، تعزيز استهلاك المواد الخام مثل الحديد والاسمنت من خلال تنفيذ مشاريع زراعية واسعة النطاق؛ رابعًا، الزراعة المحمية تساعد في زيادة دخل المزارعين؛ خامسًا، عدم تغيير الوضع القائم بأن الصين لديها عدد كبير من السكان مقارنة بالأراضي المتاحة، حيث أن معظم الأراضي الصالحة للزراعة قد تم استغلالها، والقدرة على التوسع في المساحات الزراعية بشكل طبيعي محدودة. ولذلك، فإن تطوير الزراعة المحمية بدون تربة يؤدي إلى زيادة فعالة في المساحات الزراعية. وفقًا للمخطط، يمكن أن تساهم استغلال الأراضي الصحراوية والمالحة في إضافة مليون مو (حوالي 66667 هكتارًا) من الأراضي الزراعية الجديدة. سادسًا، كشف تفشي وباء كوفيد-19 عن الثغرات في إمدادات الغذاء في المدن الكبرى والمتوسطة، والتي تحتاج إلى معالجة عاجلة.
وفقًا للمخطط، يتمثل الاتجاه التكنولوجي المستقبلي في الزراعة المحمية في تحقيق أقصى قدر من التحكم البيئي، مع تقليل استهلاك الطاقة والمياه والكهرباء. وفي الوقت نفسه، سيتم زيادة استخدام تقنيات المعلومات والمعدات الذكية بشكل كبير في الزراعة المحمية.
هناك اتجاه آخر يتمثل في تطوير الزراعة المحمية على مساحات تزيد عن 100 مو (حوالي 6.67 هكتار)، حيث يمكن تحقيق الفعالية الاقتصادية فقط من خلال الإنتاج على نطاق واسع، ما يتيح توزيع تكاليف الاستثمار في المعدات بشكل أكثر توازنًا.
في المستقبل، الشركات الزراعية التي تعتمد على التقنيات والمعدات الجديدة لتحسين مستوى إدارة الحدائق، وتستخدم خبرات الإدارة الحديثة في إدارة العاملين، ستحقق ميزة تنافسية في بناء الحدائق الزراعية الحديثة.
يتضمن بناء الحدائق الزراعية الحديثة المحمية أربعة عناصر رئيسية. أولًا، الأساسات الطبيعية مثل الطرق والقنوات والجسور ومصادر المياه والحماية من الفيضانات. ثانيًا، بناء البيوت الزجاجية، الذي يختلف حسب المنطقة ونوع المزرعة، ويجب مراعاة التكاليف، واستهلاك الطاقة، والحفاظ على الحرارة، وعمر الخدمة. ثالثًا، المعدات الداعمة مثل أنظمة الزراعة، وتبريد الهواء، والتهوية، وأنظمة الري والتسميد. رابعًا، تقنيات المعلومات والمعدات الذكية، مثل مراقبة البيئة والنقل الذكي. الاستثمار في كل من هذه العناصر الأربعة يعتبر تكلفة كبيرة على الشركات المستقلة ماليًا.
من منظور التشغيل طويل الأجل، الاستثمار في إنشاء الحدائق الزراعية المحمية يُعَدُّ الجزء الأبسط في دورة حياة الحديقة. التشغيل طويل الأمد وتحقيق الربحية المستدامة بعد الإنشاء هما التحديان الأكثر أهمية وتعقيدًا. من الصعب على الشركات الزراعية المحمية تحقيق الربحية المستدامة: أولًا، لأن الاستثمار الأولي في الزراعة المحمية مرتفع جدًا؛ ثانيًا، بعد بناء المنشآت، تفتقر الشركات إلى خبرة إدارة زراعة المحاصيل، مما يؤدي إلى إنتاجية محدودة وحتى عدم القدرة على تحقيق الإنتاج على مدار العام؛ ثالثًا، تكاليف التشغيل المرتفعة، خاصة في استهلاك الطاقة، والتي تعتبر أكبر قيد على تكلفة تطوير الحدائق الزراعية. هناك حاجة إلى النظر بشكل شامل في استخدام الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة لتقليل التكاليف.